حذرت دائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي من أن «12% من طلاب المدارس الثانوية معرضون للإصابة بأمراض مزمنة وخطرة، تتقدمها أمراض السرطان، والسكري، والقلب، وضغط الدم»، مرجحة أن «نسبة كبيرة منهم قد تكون مصابة فعلاً بتلك الأمراض».
وعزت السبب في ذلك إلى «اتباع أولئك الطلاب أنظمة غذائية ضارة، واعتمادهم على وجبات غنية بالدهون، والوجبات السريعة بما فيها من مواد غير صحية»، ما أدى إلى «إصابتهم بزيادة الوزن، والسمنة، اللتين تسببان حتماً أمراضاً مزمنة»، داعية إلى «اتخاذ تدابير عاجلة لحمايتهم منها».
وقال أطباء في الدائرة لـ«الإمارات اليوم»: «إن السمنة صارت وباءً بين طلاب المدارس في الدولة، ما تسبب في ظهور إصابات عدة بين الأطفال بالنوع الثاني من مرض السكري، الذي يصيب عادة من هم فوق عمر الـ40 عاماً»، داعين «طلاب المرحلة الثانوية إلى مراجعة العيادات الطبية بشكل عاجل لإجراء فحوص الأمراض المزمنة، لتفادي مضاعفاتها».
وفي التفاصيل، أبلغ الاختصاصي في إدارة الصحة العامة في دائرة الصحة، الدكتور منصور أنور، «الإمارات اليوم» أن «الدائرة انتهت حديثاً من إجراء دراسة بحثية على طلاب المدارس الثانوية الخاصة في دبي، وأثبتت أن 26.7% من الطلاب مصابون بزيادة الوزن، و12.2% مصابون بالسمنة»، مشيراً إلى أن «هذه النسبة تفوق المعدلات العالمية، إذ إن الإصابة بالسمنة بين الطلاب في بريطانيا والدول التي تعتمد على الوجبات السريعة بصفة رئيسة، لا تزيد على 11%».
وأضاف أن «الطلاب الذين يعانون السمنة سيصابون بأمراض خطرة ومزمنة، في مقدمها أمراض القلب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، وقرحة المعدة، كما سيصابون بالسرطان، والتهابات المفاصل، وارتفاع نسبة الكوليسترول، وتزداد قابليتهم للإصابة بجلطات القدم»، ولم يستبعد أن «يكون عدد كبير منهم قد اصيب فعلاً بتلك الأمراض».
وزاد أن «الدراسة التي أُجريت على 1133 طالباً وطالبة أثبتت أن نسبة السمنة أعلى عند الذكور، إذ أصابت 15.4% منهم، وأصابت 8.9% من الإناث»، كما أثبتت أن «طلاب الصف الأول الثانوي الأكثر إصابة بالسمنة من طلاب الصفين الثاني والثالث الثانوي، إذ تنتشر بينهم بنسبة 15.3%».
وأوضح أن «الدراسة شملت 26 مدرسة، على طلاب تراوح أعمارهم بين 15 و17 عاماً، واعتمدت على جمع البيانات الشخصية والعادات الغذائية»، وتبين من نتائجها أن «السمنة تتزايد بين الطلاب بمعدلات كبيرة».
وأوصت الدراسة، التي شارك فيها ثمانية أطباء متخصصون في طب الأسرة والصحة العامة، بـ«تحويل الطلاب المصابين بالسمنة المفرطة، وزيادة الوزن إلى أقسام التغذية، لتوعيتهم، وحمايتهم من الأخطار المحتملة»، كما أوصت بـ«إطلاق برنامج تثقيف صحي غذائي وطني موجّه إلى الآباء والأطفال حول أنماط الغذاء الصحي».
وبعدما طالب أطباء الدائرة بـ«السيطرة على إعلانات الوجبات السريعة في وسائل الإعلام، وتثقيف الفئات المستهدفة بخطورتها»، دعوا إلى «إدخال السمنة في مناهج التعليم للتوعية بأسبابها ومخاطرها وكيفية الوقاية منها».
وكان تقرير أعدته الدائرة، أخيراً، أظهر «وجود إصابات عدة بمرض السكري بين الأطفال واليافعين في دبي»، لافتاً إلى أن «نسبة الإصابة بالمرض في مرحلة رياض الأطفال تشكل 7.4%، و41% بين طلاب المرحلة الابتدائية».
وأشار إلى أن «عيادات السكري التابعة للدائرة سجلت 304 مرضى مصابين بالمرض في المرحلة العمرية من أربعة إلى 19 عاماً في عام واحد»، محذراً من أن «السكري يعد سبباً جوهرياً للوفيات، والأمراض في الدولة، إذ كان سبباً للوفاة بنسبة تتراوح بين 2.1 و3.1% من مجمل الوفيات في السنوات العشر الأخيرة».
منقول من جريدة الامارات اليوم