أضخم إنتاج درامي بتكلفة مليوني دولار
"الحوت" يبتلع باب الحارة (3) وسوق ساروجة في رمضان القادم
لايخفي المنتج السوري هاني العشي الذي قدم ليالي الصالحية وباب الحارة بجزءيه الأول والثاني بان ابتعاد المخرج بسام الملا عن الشركة قد ترك أثرا أدبيا معاكسا على استمرار الرحلة الفنية التي بدأوها سويا رافضا الدخول في أسباب الخلاف الذي حصل، لكن العشي الذي يراهن على مسلسله الجديد "الحوت" الذي بدأ بتصويره منذ أيام لازال يحترم رؤية الملا الإخراجية حيث يعتبره من المخرجين السوريين الأوائل الذين يتمتعون بحس درامي وبصري متميز، ويؤكد العشي في دردشة مع "ثقافة اليوم" بان مخرج الحوت رضوان شاهين أيضا من المخرجين الذين لهم رؤية تناظرية وحسية وجمالية قادرة على رسم معالم الحالة بإيمائية تفاعلية تحمل سوية عالية من المشهدية، وان المسلسل سيكون من أضخم الانتاجات السورية للعام 2008وفيه كبار النجوم السوريين أمثال بسام كوسا وخالد تاجا وسلوم حداد ومنى واصف وسامية جزائري ووفاء موصلي، عبد الرحمن أبو القاسم وغيرهم، العشي الذي يراهن على استمرار نجاح مشروعه الفني بعد انقلاب الملا قلق من التجاذبات التي تشهدها صناعة الدراما السورية خاصة في السنوات الأخيرة التي شهدت بشكل عام انحدارا في سوية النصوص والأعمال، ويرى العشي بان على قطاع الإنتاج الخاص في سورية أن يعيد ترتيب بنيته التحتية اتجاه الارتقاء بهذه الصناعة لضمان استمرار حضورها عربيا، وقال العشي إن شركته استكملت بناء مدينة كاملة على مساحة 10آلاف متر مربع لتصوير المشاهد الخارجية للعمل حيث كان هناك اكبر سوق "بازار" في مدينة اللاذقية في عشرينات القرن العشرين .
ويرى الأستاذ مروان ناصح المشرف الدرامي على المسلسل بان من طموحات العمل تقديم هذه الملحمة الشعبية بعوالم درامية بالغة الثراء وتقديم بانوراما شاملة للبيئة الساحلية في سوريا تشمل دقائق حياة الصيادين بأفراحها وأتراحها وتقاليدها وطموحاتها ويضيف بان العمل دراما اجتماعية شعبية تدور أحداثها في البيئة الساحلية السورية أثناء محاولة فرنسا فرض احتلالها على سوريا بعد هزيمة الدولة العثمانية والموقف الشعبي والوطني الذي تجلى
بالمقاومة بكافة الأشكال المتاحة ضد الاستعمار الفرنسي، أما في الجانب الفني والتقني للعمل فقد تم اختيار خيرة من أهم الفنيين السوريين وعلى رأسهم مدير إدارة الإنتاج ماجد صليبي ورضوان ريحاوي للإضاءة وخليل سلوم للتصوير وناصر جليلي للديكور وأكثر من مئة فنان وفنانة من الصف الأول والثاني وآلاف من الكومبارس، أما الكاتب كمال مرة فرأى بان المسلسل لوحة مضيئة بحكاياته الخاصة والعامة التي تجري وقائعها في تلك البيئة البحرية وفي تلك المرحلة الغنية من تاريخ سوريا ويضيف بان النص يزخر بالعوالم الدرامية والدراماتيكية وسيكون قنبلة الموسم .
المسلسل يحفل بالكثير من الخطوط الدرامية في إطار الزمان والمكان فهناك شخصية "اسعد الحوت" التي يؤديها النجم بسام كوسا والتي تحمل الكثير من التملق والتسلق والأنانية والقسوة ضاربا كل الأعراف الاجتماعية والقيم الإنسانية بعرض الحائط للوصول الى أهدافه المريضة، والحضور اللافت للمعلم جميل "سلوم حداد" الرجل الطيب والتاجر الحر الذي يساعد الناس لكنه يتعرض للغدر، وهناك شخصية "الأشهب" التي يجسدها الفنان خالد تاجا والتي تحمل ملامح الشر والخيانة لصالح الاستعمار والتسلط على أبناء بلده، وهناك ريم علي بدور "حورية" المرأة الشابة زوجة الصياد عبد القادر "محمد حداقي" التي تقوم بأعمال بطولية ضد رجال الاخطبوط "نجاح سفكوني" الذي يعتدي على الصيادين حيث تذكرنا بطولاتها بشخصية "روبن هود" بما يبرز دور المرأة في مقاومة الظلم والانتصار لقيم الحياة الإنسانية . أما الفنان وفيق الزعيم "أبو رشيد" صاحب الخان الذي يتعرض لنكران الجميل من اسعد الحوت بعد أن مد له يده واحتضنه، فن الزعيم يظل على فطرته ولا يتوانى عن تقديم كل ما يملك للثوار والناس لإحقاق الحق . أما أم اسعد "منى واصف التي تترك قريتها وتذهب الى المدينة للبحث عن ابنها اسعد الحوت فتضطر للعمل في بيت الأشهب "رئيس عصابة" لكي تستدل على مكان ابنها وبعد أن تعرف حقيقة ما يقوم به ابنها من أفعال سيئة وشريرة تنوي قتله لتخليص الناس من شروره لكن أبو رشيد يسبقها بالانتقام من ابنها . وهناك شخصيات نسائية كثيرة وبارزة تتميز بحضور قوي في سياق العمل وكل واحدة تحمل همها الخاص، كما لايخلو العمل من شخصيات لها حضورها العربي كشيخ الجامع والمختار والوجهاء ورجال السلطة والدرك والثوار .
وحسب رأي المراقبين والمهتمين بالحراك الدرامي فان المسلسل بما يحمله من مفردات حياتية صاخبة وأحداث ملحمية وشعبية متواترة سيكون له مساحة كبيرة من المشاهدة والمتابعة، ولا يخفي منتجه ومخرجه وكاتبه من أن العمل سيكون بتفاعله وأحداثه لوحة اجتماعية مطرزة بالحب والإيقاعات المتفاعلة وسيبتلع بلقطاته المفردة الكثير من الأعمال الأخرى التي ستقدم على مائدة البث الفضائي في شهر رمضان القادم .